التخطي إلى المحتوى الرئيسي

ربيع عربي ؟ أم شرق أوسط جديد ؟!



بسم الله الرحمن الرحيم





مقدمة :
دراسة تحليلية للواقع المعاش في الوطن العربي تعكس وجهة نظر كاتبها فيما يجري من أحداث دامية ومتوالية في أكثر من قطر عربي .
لست من رجال السياسية أو المخابرات لأحصل على معلومات قد لا تتوفر لغيرهم في العادة ، ولكني بنيت تحليلي هذا على ما توافر لديّ من معلومات استقيتها من هنا أو هناك سواء تلك التي تأتينا عبر القنوات الفضائية أو الصحف أو مواقع الإنترنت وبعض الكتب والمنشورات والأبحاث ومحاولة الربط بينها لمحاولة فهم الواقع المعاش بطريقة أكثر اتساعاً وعمقاً والنظر إليه بنظرة شمولية لاستخراج الحقيقة من براثن الغفلة والجهل .
الفصل الأول :
نذكر جميعاً - أو معظمنا على الأقل - أنه منذ أن تولى جورج بوش الابن رئاسة البيت الأبيض تصريحه بفكرة الشرق الأوسط الكبير ونيته في تغيير خارطة هذا الشرق ، وما هي إلا فترة وجيزة حتى صرحت مستشارة ألأمن القومي الأمريكي عزم أمريكا تغيير عدداً من القادة والساسة العرب الذين أصبحوا كهولاً حسب قولها بمعنى أن فترة صلاحيتهم قد انتهت ولم يعد للبيت الأبيض الأمريكي حاجة بهم لأي سببٍ كان ، وبعد ذلك بفترة تنادى علماؤنا وساستنا بأن أمريكا تحاول نزع ثقة الشعوب العربية برؤسائها وذلك في أكثر من مناسبة وبأكثر من وسيلة وفي خضم هذه التصريحات - التي لم ترقَ لتحدث ضجة إعلامية – أتت أحداث الحادي عشر من سبتمبر وما تلتها من أحداث يدمى لها القلب وتزايد نبرة العداء بين الغرب المسيحي والشرق المسلم بل المسلمين في كل مكان حيث صاروا مصدر إرهاب يجب إزالته والتخلص منه ، ولأننا نعلم جميعاً بأن الأهداف الأمريكية يتم تنفيذها سواءً كان الرئيس ديمقراطياً أو جمهورياً فتظل الأهداف كما هي وإن اختلفت طريقة تنفيذها ، ففي فترة رئاسة بوش الابن كان من الصعب إن لم يكن مستحيلاً على أمريكا تنفيذ مخططها كما هو عليه الآن إذا فقد كانت مرحلة إعداد لفترة تمهيدية تليها .
جاءت ولاية أوباما وامتطائه حصان السلطة في البيت الأبيض الأمريكي المثقل بالديون وعجز الميزانية ، هذا الأمريكي المسيحي ذي الأصول الأفريقية السمراء المسلمة لتثبت أمريكا للشعوب اللاهثة وراء الحرية بأنها كانت ولا تزال منبراً للحرية والديمقراطية فلا تفريق ولا عنصرية ، ومنذ اللحظة الأولى لتوليه مقاليد الحكم في البيت الأبيض سعى ولو ظاهرياً لنزع لغة الكراهية بين المسلمين والمسيحيين وبدأ برحلات وسفريات عدة لعدد من الدول العربية والمسلمة وكان يحرص أن يبدأ خطابه أو ينهيه بآيةٍ قرآنيةٍ كريمةٍ أو حديثٍ شريفٍ داعياً ترك لغة العداء واستبدالها بلغة المودة وفي هذه المرحلة زاد سخط العامة على الساسة ، فلا تجد وطناً عربياً وإلا وأهله يشكون من قادتهم متهمين لهم بالفساد ونهب مقدراتهم وإضاعة المال العام والمحسوبية والوساطة والعمالة للغرب و... و... وغيرها من التهم – وكأن أنظر في فكرة ابن السوداء عبد الله بن سبأ – وبعد أن تعالت هذه اللغة الساخطة كان لا بد من جس النبض فبدأت بعض المظاهرات المتفرقة في أكثر من بلدٍ وكلها عواملٌ يتم تهيئتها تمهيداً لساعةِ الصفرِ لتعلنْ بدايةَ عصرِ الثورات العربية أو ما سُميَّ لاحقاً بالربيع العربي فبدءً من تونسٍ الخضراءِ إلى مصرَ المحروسةِ ثم اليمنِ السعيدِ فليبياَ والبحرينَ وسورياَ الداميةِ .
ففي التجربة التونسية حافظت أمريكا على هدوئها فلم تدلِ بأية تصريح يخص القضية التونسية وكأن الأمر لا يعنيها – على مستوى رئيس الدولة - ، أما ما حدث في مصر فلا بد من أن تعلن أمريكا تأييدها الكامل لإرادة الشارع المصري ومارست الضغط على القادة فيها لتنفيذ رغبة الشعب ، أما ما حدث في اليمن وليبيا وسوريا فقد وضعت أمريكا كامل ثقلها لتسريع عجلة التغيير في هذه البلدان وكان معها في ذلك الغرب الأوروبي بقيادة فرنسا التي دعت لشن ضربات على القوات النظامية في ليبيا بواسطة حلف الناتو وحاولت تكرار هذه التجربة مع القضية السورية ولكن الأمر مختلف هذه المرة فسوريا لديها حلفاؤها الذين يدعمونها بقوة – إيران + روسيا + الصين - .
أما ما يحدث في البحرين وفي بعض مدن المنطقة الشرقية في المملكة العربية السعودية فهي ثوراتٌ غيرُ مرحبٍ بها كونها أتت بدعمٍ إيرانيٍ يحاول بسط يده على جزء من الخارطة الجديدة ضماناً لمصالحه وتوسعةً لنفوذه .
الفصل الثاني
منذ أن أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية إطلاق حروبها الصليبية الجديدة على المسلمين والتي تم تغييرُ مسماها إلى حربٍ ضد الإرهاب وحتى قُبيل انبعاثِ الثوراتِ العربيةِ ، أنفقت الولاياتُ المتحدةُ الأمريكيةُ مليارات الدولارات كما ضحت بالعديد من أبنائها في سبيل القضاء على الحركات الإسلامية الأصولية ووضع يدها على أهم منابع الذهب الأسود ولكنها لم تفلح في ذلك ولم تحقق معظم غاياتها المعلنة ، ثم تأتي إيران لتتربع على أوليات السياسة في المنطقة كقوة لا يستهان بها فالخليج العربي يخشى هذه القوة التي بيدها نزع ثرواتهم البترولية والسيطرة عليها ، فإيران استطاعت بسط هيمنتها ونفوذها على جزء ليس باليسير من الوطن العربي العراق ، الجنوب اللبناني ، سوريا ، البحرين ، أجزاء من الكويت وقطر والإمارات ، المنطقة الشرقية من السعودية ، شمال اليمن المتمثل بالحوثيين ، فكان لا بد من إيجاد خطة جديدة أو طريقة جديدة تحفظ لأمريكا هيمنتها ودوام نفوذها وسيطرتها على المنطقة وحماية أمن واستقرار دولة إسرائيل في المقام الأول طبعاً .
كلنا نعلم بأن الإسلاميين في تركيا وصلوا لأعلى سلم السلطة المتمثل في رئاسة الحكومة أكثر من مرة ولكن في كل مرة يقوم الجيش التركي بالانقلاب عليهم معلناً انتخاباتٍ جديدةٍ معللاً انقلابه بخروج الحكومة عن مبادئ مؤسس تركيا الحديث مصطفى كمال أتاتورك ، ولمكانة تركيا العثمانية في نفوس المسلمين عامة والحركات الإسلامية خاصة لموقف السلطان عبد الحميد الثاني ورفضه بيع فلسطين لليهود ، فقد أتت الرياح بما تشتهي السفن هذه المرة !.
على أمريكا دعم القوى الإسلامية المعتدلة وإبراز دور الحكومة التركية ذات الميول الإسلامية لتكون منبراً للتيارات الإسلامية المختلفة والتغاضي عن بعض الأمور التي تقوم بها هذه الحكومة بقيادة أردوجان ، فتكون تركيا ذات الحكومة الإسلامية بقيادة رجل أغرم به الشارع العربي في كفة من الميزان وتكون إيران في الكفة الثانية بينما أمريكا تحافظ على شوكة الميزان من الميلان الشديد تجاه كفة على حساب الكفة الأخرى .
الفصل الثالث
ظهور إيران في المنطقة كقوة لها حسابها وإبراز دور تركيا في القضايا العربية لاسيما القضية الفلسطينية ، كفتان متساويتان تقريباً في ميزانٍ ذي مؤشرٍ أمريكيٍ خاص ، إذا لم يبقَ على تنفيذ المخطط الأمريكي الحالي إلا خطوتان أولهما الإعلام - هذا السلاحُ الفتَّاكُ ، الساعدُ الأيمنُ لكل فوضى - يجب تسخيره لزعزعة ثقة الشعوب بزعمائها وإطلاق العنان له في هذا الاتجاه ، وهذا ما حدث ويحدث ممثلاً بقناة الجزيرة التي استطاعت الاستيلاء على ثقة الشارع العربي في أقل من عقد ونصف من الزمن ، والتي لعبت دوراً بارزاً ومهماً في تغيير طريقة تفكير المواطن العربي ثم أضف إليها بقية القنوات الفضائية ومحطات الراديو سعياً وراء شد انتباه المشاهد أو المستمع ، كـقناة العربية وال BBC  وفرنسا 24  و CNN وغيرها من القنوات التي كانت وسيلة للخطوة قبل الأخيرة في مسلسل التغيير الأمريكي ، وبعد أن تم الإعداد التام للخطوة الأخيرة – الربيع العربي - .
قضية المواطن العربي التونسي البسيط  محمد البو عزيزي المتمثلة في إضرامه النار ببدنه إعلاناً منه لرفضه لسياسة القمع والجوع في بلده تونس ، قد تكون قضية مهمة على الصعيد الداخلي في محيط بلدته وإذا تناولتها وسائل الإعلام المختلفة فيكفي لنشر هذا الخبر ثوانٍ معدودةٌ ثم الإنتقال للأخبار الأكثر أهمية لدى الرأي العام ، إلا أن ما صاحبها من ضجةٍ إعلاميةٍ وتغطيةُ جميعِ تفاصيلها والتحليلُ يعقبهُ التحليلُ ، يثيرُ في النفسِ التساؤل .. .
لماذا كل هذا الاهتمام بقصةٍ ليست الأولى ولن تكون الأخيرة ؟ لكنها كانت ساعة الصفر فقد تم تهييج الرأي العام في الوطن العربي ، ولا بد من التصعيد لتتوالى الأحداث في تونس بسيناريو متسارعٍ - كسيمفونيةَ ضرباتِ القدرِ  لبيتهوفن – ليفر بعدها الرئيس بنفسه وأهله ، ثم تتلاحق الأحداثُ بوتيرةٍ عاليةٍ في أرضِ الكنانةِ واليمنِ السعيدِ وليبيا والبحرين وسوريا ، سيقول ليّ قائلٌ إنها فترةُ النضجِ للشارع العربي فأرد عليه يا صديقي أن تتكرر الأحداثِ مرةً أو مرتين فلا ضير ، أما أن تتكرر الأحداثُ لمراتٍ عدة ، أليس ذلك ما يثير ريبُ الظنون ؟ مظاهراتٌ تعقبها اعتصاماتٌ ويرفع خلالها سقفُ المطالب ثم إطلاق نار فأمواتٌ ومصابون ثم تنتهي الحكايةُ بإسقاط الرئيس ، أليس هذا ما حدث في تونس ومصر واليمن و ... .
إن تشابه الأحداث وتسلسلها الدقيق في هذه البلدان يثبت لنا أنها لم تكن وليدة نفسها أو أنها أتت بمحض الصدفة ، إنها أمرٌ دُبِرَ بليل ، أحداثٌ رُتِبَ لها لتحدثَ على النحو الذي حدثت به .
 أحدُ أهمِ المبررات في الثورة المصرية هو نقمةُ الشعبِ المتظاهرِ على اتفاقية بيع الغاز لليهود والمطالبة بإلغاء هذه الإتفاقية وهذا ما لم يحدث بعد نجاح الثورة – لماذا ؟؟! - ، بل أعلن المجلس العسكري احترامه والتزامه الكامل بجميع الإتفاقيات والمعاهدات السابقة للثورة .
وفي ليبيا كان اتهام القذافي وبنيه بهدر أموال الشعب والمجون مع البغايا والعمالة للغرب ، فكانت إيمان العبيدي وسيلة الثوار في تهييج الشارع الليبي والرأي العام العربي والعالمي لما تعانيه النساء في ليبيا ، وبعد نجاح الثورة والإمساك بزمام الحكم طلب المجلس الإنتقالي من حلف الناتو أن يضع له قاعدةً عسكريةً على الأرض العربية الليبية– لماذا ؟؟! - الله أعلم !!! .
أما اليمن ، فقد حاولت أمريكا ومنذ مطلع العقد الأخير من القرن العشرين – حسب ما توفر بين يدي من مراجع – من وضع يدها على باب المندب وميناء عدن ولكن الفشل كان حليفها في كل مرة - وأكثرنا يذكر مؤتمر الوحدة والسلام للتجمع اليمني للإصلاح – ومع اندلاع الثورة والذي كان من أهم مبرراتها سماح علي عبد الله صالح للقوات الأمريكي بقتل اليمنيين على الأرض اليمنية ثم يأتي أحد قادة التجمع اليمني للإصلاح ليصرح بأنه في حال انتصار الثورة ستسمح حكومته الجديدة للقوات الأمريكية من دخول اليمن والبقاء فيها لسنة أو سنتين أو أكثر للقضاء على رجال القاعدة في اليمن – لماذا ؟؟! -
أما الثورة في سوريا فدعم أمريكا والغرب لها واضح ولا حاجة لتوضيحه .
الفصل الرابع
أمريكا بخطتها هذه كمن يلعب بالبيضة والحجر ... يريد أن يثبت لجمهور المشاهدين مدى براعته في اللعبة ليأخذ ما في جيوبهم من مال وفي الوقت ذاته يخشى أن ترتطم البيضة بالحجر أو تسقط أرضاً فيفشل فيما أراد ويخسر المصالح المرجوة من اللعبة رأس ماله .
أمريكا تريد تمكين التيارات الإسلامية من الوصول للسلطة لأول مرة في تاريخ هذه التيارات ليس حباً لها أو استجابةً وتأييداً لرغبة الشعوب بل لتضرب عصفورين أو أكثر بحجر واحد ، فهي بهذه الطريقة تخمد نيران التيارات الإسلامية المتشددة وتبقي مصالحها في البلاد العربية التي تدر ذهباً كما هي بل أكثر من ذي قبل ، ولخشيتها من أن ينقلب السحر على الساحر وتخسر الرهان على مقامرتها هذه ، فلا بد من طريقة تحفظ بها بقاء نفوذها في المنطقة وتبعد عنها كابوس الانهيار الاقتصادي الذي تواجهه حالياً , إذاً لا بد أن تضمن أمريكا عدم الاستقرار في المنطقة وأن تعيش في حالة من الفوضى والانفلات .
ففي تركيا التي أعدتها أمريكا لتكون منبراً ومرجعاً للتيارات الإسلامية في الوطن العربي هناك شبحُ الجيشِ الذي يتربص بالحكومة الإسلامية منتظراً غفلةً أو زلةً لينقض عليها ، أما في بقية الدول العربية التي تعيش حلم الربيع العربي فما يحدث فيها من قلاقلَ وفتنٍ يكفي لتحقيق المبتغى والمأرب وما أسهل أن تُبقيَّ النار هادئةً تحت الرماد وما أن تحتاج لها فما أيسر إذكاؤها بصب الزيت عليها .
الفصل الأخير
قد يكون كلامي هذا ضرباً من ضروب الخيال ، ولكن لماذا لم تحدث ثورةٌ شعوبيةٌ ربيعيةٌ كتلك التي تعصر في وطننا العربي في أكثر الأقطار العربية حاجة للثورة ؟ لماذا لم يقم الشعب العربي الفلسطيني بثورة ضد الكيان الصهيوني ؟ لماذا كلما دعا إخواننا الفلسطينيون في صفحات المواقع الإجتماعية لقيام الثورة في صفحاتها تختفي هذه الصفحات بين ليلة وضحاها ؟؟؟
إنها لغة المصالح . أمريكا تريد المحافظة على مصالحها وحماية ودعم اقتصادها المتداعي وضمان بقاء دول إسرائيل وألا توجد قوة في المنطقة تقلق راحتها وتكدر صفو حياتها ، ولأجل ذلك لا بد من بقاء إيران وصعود تركيا ولا بد من وصول الإسلاميين ذي التيارات المعتدلة لسدة الحكم ضماناً لاستقرار وديمومة مصالحها ...
الباقي لكم . فإن كنت أصبت فمن الله وإن كنت أخطأت فمن نفسي والشيطان .
والحمد لله رب العالمين وصلاة وسلام على خير الأنبياء والمرسلين
إعداد / أحمد بن عبد العزيز الشهاري
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المراجع :
1.         العلاقات العربية المعادلة الصعبة .
2.         المحافظون الجدد .
3.         العولمة .. ما لها وما عليها .
4.         من يحكم العالم سراً .
5.         الأسرار الكبرى الماسونية .
6.         دراسات وبحوث ومنشورات مختلفة .
7.         أوراق ماسونية سرية للغاية .
8.         بعض مقاطع الفيديو المنشورة على الشبكة العنكبوتية .




تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

أولئك أبائي فجئني بمثلهم ..... إذا جمعتنا يا جرير المجامع..

أولئك أبائي فجئني بمثلهم ..... إذا جمعتنا يا جرير المجامع .. بحث مختصر في فضائل أهل اليمن حرصت فيه على صحة الدليل أولاً : مكانة أهل اليمن في القران الكريم ما رواه أبو موسى الأشعري قال تلوت عند النبي صلى الله عليه وآله وسلم قوله تعالى { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ يَخَافُونَ لَوْمَةَ لآئِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاء وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ } فقال صلى الله عليه وآله وسلم ( هم قومك يا أبا موسى ) وفي تفسير الجلالين أنه صلى الله عليه وآله وسلم قال : ( هم قوم هذا وأشار إلى أبي موسى ) وذكر السيوطي عن جابر أنه سئل صلى الله عليه وآله وسلم عن هذه الآية فقال صلى الله عليه وآله وسلم : ( هؤلاء من أهل اليمن من كندة ثم من السكون ثم من تجيب ) قبائل من كهلان . ذكر السيوطي عن أبن عباس في قوله تعالى { وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَ

بلغ الأحباب عنا يا نسيم

كلمات الشاعر اليمني : حيدر أغا بلغ الأحباب عنا يا نسيم أطيب الإخبار قل أنا مظنى وفي الليل أهيم حاير الأفكار لا أذوق النوم في الليل البهيم من فراق الجار فاللقاء والقرب جنات النعيم والفراق النار أول العشق سمر يتبع سمر والهوى أغصان كان محبوبي يجيني في سحر مثل غصنِ البان كم سمح لي بالقبل بعد النظر والشوق يخطف الجان غير حسنك يا حلا ما لذ لي والكلام أفنان ما فؤادي فيك إلا مبتلي بالنظر هجران يوم وصلك هم قلبي يبتلي ينشرح بالدان والصلاة تبلغ حبيب الله في دجى الأسحار تبلغ الهادي إلى باب النعيم النبي المختار

السهل الممتنع في مدح الإمام المنجوي

عُج برسمِ الدارِ فالطلل ِ فالكثيبِ الفردِ فالأثل ِ فبمأوى الشادنِ الغزلِ بين ظلِ الظالِ والجبلِ فإذا ما بانَ بانَ قُبا وبلغتَ الرملَ والكثبا نادِ أهلَ الربعِ و أحربا وأسبلِ العبراتِ ثم سلِ أبكِ في اثرِ الدموعِ دَما هبّْ كأنَّ الدمع قد عدما واندبِ الغيدَ الدُما ندما واقفُ إثر الضعن والإبل ِ آه لو أدركتُ يومهمُ كنتُ يومَ البينِ بينهم ُ ليتَ شعري الآنَّ أينهم ُ رُبَّ سارٍ ضَلَ في السبلِ كيف اثني عنهمُ طمعي وهمُ في خاطري ومعي كُفَّ عني اللومَ لستُ أعي ففؤادي عنك في شُغَل ِ ها أنا في الربع بعدهمُ أشتكي وجدي وبعدهمُ أسألُ الأيامَ وعدهمُ وأقضّي الدهرَ بالأمل ِ فدموعُ العينِ تنجدني وحمامُ الأيكِ تسعدني فهي تدنيني وتبعدني بالبُكاءْ طوراً وبالجذلِ خلَّفوني في الرسومِ ضُحا أتحسى الدمعَ مُصطبحا كلُ سكرانٍ وعى وصحا وأنا كالشاربِ الثمل ِ رقَّ رسمُ الدارِ ليّ ورثا وسُقامي للضنى وَرِثا ليس سقمي بعدهم عبثا كلُ من رامَ الحسانَ بُلي آهِ لو جاد الهوى وسخا أذهبَ الأقذارَ والوسخا فالجوى والصبُ قد نسخا وقعتي صفينَ والجملِ ما لهذا الدهرِ يُطمعُنا وأكفُ البين