التخطي إلى المحتوى الرئيسي

سويسرا وبورتوكولات بني صهيون


قامت في أوربا عشرات الحروب الطاحنة وغزا نابليون وهتلر معظم القارة وأحرقت الحربان العالميتان معظم الدول ومع ذلك لم يعتد أحد على سويسرا وظلت لخمسمائة عام واحة سلام وسط جحيم ملتهب وهذه الأيام يتكتل العالم في أحلاف اقتصادية وسياسية وعسكرية .
ومع هذا ترفض سويسرا الانضمام لأي حلف أو منظمة عالمية بما في ذلك الاتحاد الأوربي ومنظمة الأمم المتحدة؟
هذه العزلة والحيادية الصارمة تذكرنا مباشرة ببروتوكولات حكماء صهيون التي تتحدث عن (مكان آمن) يحمي ثرواتهم من الحروب التي يشعلونها بأنفسهم (مكان آمن) ويعمل في نفس الوقت على استقطاب ثروات العالم بحيث يصبح لقمة سائغة في فم اليهود متى ما قامت ثورتهم العالمية!!
في كتاب (أحجار على رقعة الشطرنج) يتحدث وليام جاي عن دور اليهود في ظهور نابليون وهتلر وفي نفس الوقت سعيهم لعدم الاعتداء على سويسرا وفي كتاب (حكومة العالم الخفية) يشرح شيريب فيتش كيف أن يهود العالم استثنوا سويسرا من مخططهم لإثارة الفوضى والحروب لحماية أموالهم داخلها وإكسابها سمعة الملاذ الآمن لاستقطاب أموال الجوييم (وهو الاسم الذي يطلق على غير اليهود) !!
ورغم اعترافي بأن الفرضية تبدو خيالية إلا أن الواقع يتوافق معها على الدوام فسويسرا كانت ومازالت الوجهة المفضلة للثروات المهربة منذ القرن السادس عشر ومنذ 400 عام والثروات تتراكم فيها - مابين أرصدة مجهولة - وأموال مسروقة - وثروات لم يعد يطالب فيها احد!!
وعامل الجذب الأساسي في سويسرا هو الحياد والسرية فالسويسريون اتخذوا مبدأ الحياد منذ عام  1515 بعد هزيمتهم النكراء من الجيش الفرنسي وحينها وضعوا دستورا للحياد يرفض الميل مع هذا الجانب أو ذاك ولا حتى بإبداء الرأي أو التعاطف (هل سمعت مثلا رأي سويسرا بخصوص احتلال العراق أو حصار غزة أو حتى تفجيرات نيويورك؟) وحتى اليوم ما تزال سويسرا ترفض الانضمام إلى منظمة الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي وحلف الأطلسي أضف لهذا لم توقع أي معاهدة لتسليم المجرمين أو تبادل المعلومات الأمنية مع أي دولة (وهو ما يجعلها بمثابة جنة لطغاة العالم ).
أما الأغرب من هذا كله فهو أن سويسرا لا تملك حتى جيشا من شأنه استفزاز الآخرين وتملك فقط قوة دفاع مدنية وعددا هائلا من اتفاقيات عدم الاعتداء أما عامل الجذب الاقتصادي الذي ساهم بالفعل في بناء سمعة سويسرا كملاذ آمن فهو قانون السرية المصرفية الذي يصعب اختراقه فالقانون السويسري يمنع الإطلاع أو إفشاء أي معلومات مصرفية لأي سبب وحجة أضف لهذا أن البنوك هناك تتعامل بنظام مشفر يزيد عمره الآن عن مئتي عام لا يتيح حتى للموظفين معرفة أصحاب الحسابات التي يتعاملون معها وفوق هذا كله يملك العميل حرية إيداع ثرواته بأسماء مستعارة أو استبدال الأسماء بأرقام سرية لا يعرفها غيره.
وإذا أضفنا لكل هذا خمسمائة عام من المصداقية والحرفية المصرفية نفهم كيف أصبحت سويسرا ملاذا للأثرياء والطغاة واللصوص من شتى أنحاء العالم!!
والآن أحسبوا معي نتائج كل هذا على مدى خمسة قرون:
فرغم أن الحياد والسرية هما ما يميزان النظام السويسري إلا أنهما أيضاً قد يعملان على حجز الثروات في سويسرا إلى الأبد فحين يموت احد العملاء أو الطغاة قد تمنع السرية المصرفية والحيادية الصارمة من عودة الرصيد إلى مصدره الأصلي فبعد هزيمة ألمانيا مثلا بقيت فيها إلى اليوم ثروات منسية لقادة ألمان قتلوا خلال الحرب العالمية الثانية وحتى يومنا هذا تعيق الميزة السويسرية (في الحياد والسرية) إعادة الملايين التي نهبها ماركوس من الفيليبين وسيسيسيكو من زائير وأباشا من نيجيريا وزعماء الانقلابات العسكرية في العالم العربي وأمريكا اللاتينية وفي المحصلة .. تشكل اليوم الثروات المجهولة والمنسية جزءا كبيرا من رصيد سويسرا العام الأمر الذي انعكس على المواطن السويسري الذي يتمتع بأعلى مستوى من الرفاهية ورغد العيش!! بقي أن أشير إلى حادثة استثنائية وحيدة قد تفسر علاقة المنظمات الصهيونية بالجهاز المصرفي في سويسرا: فبضغط من اللوبي اليهودي الأمريكي اعترفت سويسرا لأول مرة بوجود أرصدة مجهولة تخص يهود قتلوا في الحرب العالمية الثانية وقبل عشرة أعوام وافقت ليس فقط على إعادة تلك الأموال بل والفوائد المتراكمة عليها منذ 1940.

السؤال الموازي هو :
كم يبلغ حاليا حجم الثروات المنسية (لغير اليهود) في البنوك السويسرية ؟ وكم وصلت فوائدها حتى اليوم !!؟
الجواب تجدونه في البروتوكول السادس والخامس عشر لحكماء صهيون!!

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

أولئك أبائي فجئني بمثلهم ..... إذا جمعتنا يا جرير المجامع..

أولئك أبائي فجئني بمثلهم ..... إذا جمعتنا يا جرير المجامع .. بحث مختصر في فضائل أهل اليمن حرصت فيه على صحة الدليل أولاً : مكانة أهل اليمن في القران الكريم ما رواه أبو موسى الأشعري قال تلوت عند النبي صلى الله عليه وآله وسلم قوله تعالى { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ يَخَافُونَ لَوْمَةَ لآئِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاء وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ } فقال صلى الله عليه وآله وسلم ( هم قومك يا أبا موسى ) وفي تفسير الجلالين أنه صلى الله عليه وآله وسلم قال : ( هم قوم هذا وأشار إلى أبي موسى ) وذكر السيوطي عن جابر أنه سئل صلى الله عليه وآله وسلم عن هذه الآية فقال صلى الله عليه وآله وسلم : ( هؤلاء من أهل اليمن من كندة ثم من السكون ثم من تجيب ) قبائل من كهلان . ذكر السيوطي عن أبن عباس في قوله تعالى { وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَ

بلغ الأحباب عنا يا نسيم

كلمات الشاعر اليمني : حيدر أغا بلغ الأحباب عنا يا نسيم أطيب الإخبار قل أنا مظنى وفي الليل أهيم حاير الأفكار لا أذوق النوم في الليل البهيم من فراق الجار فاللقاء والقرب جنات النعيم والفراق النار أول العشق سمر يتبع سمر والهوى أغصان كان محبوبي يجيني في سحر مثل غصنِ البان كم سمح لي بالقبل بعد النظر والشوق يخطف الجان غير حسنك يا حلا ما لذ لي والكلام أفنان ما فؤادي فيك إلا مبتلي بالنظر هجران يوم وصلك هم قلبي يبتلي ينشرح بالدان والصلاة تبلغ حبيب الله في دجى الأسحار تبلغ الهادي إلى باب النعيم النبي المختار

السهل الممتنع في مدح الإمام المنجوي

عُج برسمِ الدارِ فالطلل ِ فالكثيبِ الفردِ فالأثل ِ فبمأوى الشادنِ الغزلِ بين ظلِ الظالِ والجبلِ فإذا ما بانَ بانَ قُبا وبلغتَ الرملَ والكثبا نادِ أهلَ الربعِ و أحربا وأسبلِ العبراتِ ثم سلِ أبكِ في اثرِ الدموعِ دَما هبّْ كأنَّ الدمع قد عدما واندبِ الغيدَ الدُما ندما واقفُ إثر الضعن والإبل ِ آه لو أدركتُ يومهمُ كنتُ يومَ البينِ بينهم ُ ليتَ شعري الآنَّ أينهم ُ رُبَّ سارٍ ضَلَ في السبلِ كيف اثني عنهمُ طمعي وهمُ في خاطري ومعي كُفَّ عني اللومَ لستُ أعي ففؤادي عنك في شُغَل ِ ها أنا في الربع بعدهمُ أشتكي وجدي وبعدهمُ أسألُ الأيامَ وعدهمُ وأقضّي الدهرَ بالأمل ِ فدموعُ العينِ تنجدني وحمامُ الأيكِ تسعدني فهي تدنيني وتبعدني بالبُكاءْ طوراً وبالجذلِ خلَّفوني في الرسومِ ضُحا أتحسى الدمعَ مُصطبحا كلُ سكرانٍ وعى وصحا وأنا كالشاربِ الثمل ِ رقَّ رسمُ الدارِ ليّ ورثا وسُقامي للضنى وَرِثا ليس سقمي بعدهم عبثا كلُ من رامَ الحسانَ بُلي آهِ لو جاد الهوى وسخا أذهبَ الأقذارَ والوسخا فالجوى والصبُ قد نسخا وقعتي صفينَ والجملِ ما لهذا الدهرِ يُطمعُنا وأكفُ البين